أغيبُ في الحرف حين السرُّ يتبعُهُ سرٌ وحرف سعـى فيـه تضرعُـهُ
وأستعيـر مـن الرؤيـا نوافذهـا فيستوي في شغاف النور مطلعُـهُ
وأمسك الريح من صحراء رحلتهـا فتفرد السرَّ في روحـي وتُمرعُـهُ
وأشْكُلُ النهر فـي أحـلام أغنيـة وأفرقُ البحر في وجدي وأجمعُـهُ
فينهض الشعر من أمداء خافيتـي رمـلاً أشكلـه بوحـاً وأبـدعُـهُ
من غامضٍ ينجلي من حيرةٍ نزلتْ أسمـاؤه فسـرى فينـا تلـوّعُـهُ
للشعر هسهسة في الروح نسمعها تطفو على دمنـا نبضـاً فنسمعُـهُ
كأنما شجـرٌ يسعـى إلـى شجـر كأنمـا أفـقٌ والريـح تُرضـعُـهُ
نصفو فيقلقنـا نشقـى فيسعدنـا نغفـو فيسلبنـا مـنـا توجـعُـهُ
فيه سرى دمعنا والدمع منه سرى نبكي تكفكفنا فـي الليـل أدمعُـهُ
مذ كان، كان الهوى أسطورة حملتْ كأساً أحـلَّ بنـا سهـداً تجرُعُـهُ
للشعـر آيتـه إن فـاض نحملهـا وإن تبـدَّى لنـا ضيـقٌ يوسّعُـهُ
يعانق الليلَ إن طاف الخيـال بـه يعيد للقلب ما لـو ضـلَّ يخلعُـهُ
توسوس الريح لي يُوْمي لأضلعهـا فتستوي فيَّ بالوسـواس أضلعُـهُ
نخفيه يرهقنـا.. نبديـه يحملنـا نأتيـه يتركنـا تيهـا نضيـعُـهُ
للأغنيات مـدىً للـروح نشوتهـا فالشعر للغيب؛ مهما غاب؛ مرجعُهُ